*وقتك يا مسلم*
إن النفوس تسأم كما تسأم الأجسام وتمل كما تمل الأبدان ولا بد لها من الترويح بالمباح والمفيد , والنفوس تحب القصص وتتأثر بأحداثها بكل ما فيها من آلأم وآمال لدالك أحببت أن أقدم هده القصة الواقعية للعظة والعبرة اخترتها من كتاب *من واقع الحيات*.يقول فيها الراوي.
عندما عدت من العمل وجدت طفلي الصغير مريض وصحته ليست على مايرام ورغم التعب والإرهاق قررت الذهاب به إلى المستشفى ..حملته وذهبت به كان المنتظرين كثيرين ..اخدت رقما للدخول إلى الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفت الانتظار .
وجوه كثيرة مختلفة.. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع .. يوجد عدد من الكتيبات استأثر بها بعض الإخوة .
أجلت طرفي الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيما يفكر وأخر يتابع نظرات الجميع .. والكثير تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار ....
لفت نظري شاب في مقتبل العمر .. لا يعنيه أي شيء حوله .. لقد كان معه مصحف جيب صغير يقرا فيه ولا يرفع طرفه نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيرا لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول كل نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت ساعة كاملة من عمري مادا استفدت منها وانا فارغ بلا عمل ولا شغل بل انتظار ممل .
ادن المؤذن لصلات المغرب.. ذهبنا للصلات في مصلى المستشفى .. حاولت أن أكون بجانب صاحب المصحف وبعد أن أتممنا الصلات سرت معه وأخبرته مباشرة به من محافظته على وقته .
وكان حديثه يرتكز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقا وهي أيام وليال تنقضي من أعمارنا دون أن نحس ونندم عليها.
قال لي انه أخد مصحف الجيب هدا مند سنة واحدة فقط عندما نصحه صديق له بالمحافظة على الوقت.
واخبرني انه يقرا في الأوقات التي لا يستفيد منها كثيرا أضعاف ما يقرا في المسجد أو في المنزل .. بل ان قراءته للمصحف زيادة على الاجر والمثوبة انشاء الله تقطع عليه الملل والتوتر ...
وسالني متى ستجد ساعة ونصف لتقرا فيها القرآن؟
اجلت ناظري .. وجدت انني محاسب والزمن ليس بيدى .. فمدا انتظر؟, قطع تفكيري صوت المنادي .. دهبت الى الطبيب اريد ان احقق شيئا الان.
بعد ان خرجت من المستشفي .. اسرعت الى المكتبة .. اشتريت مصحفا صغيرا.. قررت ان احافظ على وقتى .. فكرت وانا اضع المصحف في جيبي .. كم من شخص سيفعل دلك؟.. وكم من الاجر العظيم يكون للدال على دلك.